31‏/03‏/2014

عن غرامشي ورسائله إلى والدته





كتب غرامشي 32 دفتراً في السجن ونشرت بعد وفاته، مايقارب ثلاثة آلاف صفحة مكتوبة باليد.

حلّل فيها دور المثقفين الإيطاليين على مر التاريخ، مكيافيلي، وأوغو، وفوسكولو وغيرهم وكتب عن مرحلة الإصلاح، وعصر النهضة، والرواية المصورة، والفولكلر، واللغة الأدبية واللهجات، والمسرح، والمدرسة العلمانية وفلسفه بينديتيو كروتشه ومئات من المواضيع الأخرى. كتبها في السجن جميعها وكان عمره حين دخل السجن 35 سنة. مكث في السجن 12 سنة غيّرت حياته وأماتتها.

هذا الكتاب هو بداية السلسلة كما ذكر المترجم وفقه الله ولأول مرة تترجم رسائله للعربية، وسيقسّم رسائل غرامشي إلى عدة كتب كي تسهل للقارئ، يحتوي هذا الجزء على الرسائل التي أرسلها لأمه.
الرسائل حميمية ولقد كان بحاجة أمه ورسائلها فهي تبعث إليه القوة وتنير قلبه، فيها تفاصيل كثيرة لايفهمها القارئ حول أحداث وذكريات عنه ووالدته وقرابته ولكن قد يُلتقط منها بعض النصائح والملاحظات والتحليلات الجيدة وأخصّ منها رسالتي 28 يوليو 1930م وتحليله فيها عن "ميّا"، ورسالة 15 ديسمبر 1930م

لاحظت شيئاً قد لايكون له اعتبار، في رسائله لأمه يكتب نهاية الرسالة توقيعه بـ(تصغير، أوتدليع) اسمه لوالدته "نينو". ولكن بعدما انتقل إلى سجن روما وانقطع سنتين كانت الرسائل بعدها تأتي بتوقيع اسمه الكامل "أنطونيو" وتغيّرت لغته أيضاً أصبحت أكثر هدوءاً ورصانة.


اقتباسات:
- نصبح مسنين عندما نبدأ بالخوف من الموت وإبداء الأسف عند رؤية الآخرين يفعلون أشياء لا نستطيع القيام بها.
- "بخصوص ما تبقى.. لم أفقد رغبتي في الحياة. الأشياء جميعها تهمني"
- أمي: يجب أن تقولي لأدميا بلا تهرب أن والدها في السجن، يجب أن تعرف الحقيقة، كي تتراكم في أعماقها ذكريات من القوة والشجاعة ومقاومة المعاناة وانتكاسات الحياة.





-------------
لتحميل الكتاب الكترونياً: http://www.4shared.com/office/jw0Fxex8ce/_____.html

25‏/03‏/2014

حكايات من القبائل العربية


ببلوغرافيا الكتاب (
سي.جي. كامبل/ ترجمها عبدالله الظفيري. الطبعة الثانية 2014 / 223 صفحة )


يجب أن أقول عن هذا الكتاب أنه بالنسبة لي غير معرض للانتقاد، مثل حكايا الجدّات


ترجم الظفيري 16 قصة للمستشرق الرائد البريطاني سي.جي.كامبل وأضاف قصتين أخريين من كتاب "عرب من الصحراء" لديكسون.
لفظ حكاية أبلغ من قصة، هي حكايات، تناقلتها الألسن البدوية ورويت شفهياً لكامبل الذي حينها كان ضابطاً يخدم في المنطقة العربية خلال الحرب الثانية، نجد فيها السرد الخيالي والأساطير وبعض الخرافات ويُلتقط بعضها شيئاً من روح الأزمان والبيئات المختلفة، وبخاصة بيئة السيطرة العثمانية وبيئة الصراع مع الفرس، ويدور بعضها في جغرافيات خيالية تذكر بجغرافيات الأساطير الكبرى في "ألف ليلة وليلة" وشخصيات الأبطال العربية مثل "عنترة" و"أبوزيد الهلالي".

وأبرز حكاية بهذا النحو هي حكاية "البطل المقداد". كما يظهر في المرويات القبلية هذه أنهم يعلون من شأن الأصالة العربية ويظهرون في بعض الحكايا الشخصية العثمانية شخصية سلبية كما في "حريم السلطان والراقصَين" وحكاية "النحاس خالد" وحكاية " الروح الضائعة".

لطيفة أغلب الحكايا ولا تخلو من الغرابة المستساغة، أحببتها كونها قد تروى لأهلك وأصدقائك ويستأنس بها.





----------------


* توجد نسخة الكترونية للطبعة الأولى من الكتاب:
 http://www.4shared.com/office/_4i2KHSpba/__________-_.html

20‏/03‏/2014

أمير تاج السر .. مراية ساحلية


"

كثير هو الفرح، وكثير هو الحزن،
أخوان عدوان يسكنان في حياة واحدة، يتناوبان دفّة المشاعر، ولا يهدآن .. 
أود أن أحكي عن فرح خصوصيّ. فرح ذلك اليوم الذي دخل فيه والدي يحمل مفتاحاً عربة. لقد دخلت إلى حياتنا الأسرية بذلك الدخول المنشرح عربة "موريس ماينور" خضراء، ذات مقود يمين، وجسد مفلطح، دخلت بأربع مائة وخمسين جنيهاً، هي الآن ثمناً لرغيف خبز مشكوك في مصداقيته الغذائية
كنا قبل ذلك راجلين، أو متعلقين في مواصلات الطبقة الكادحة. خاصة حين نزور أقارب لنا في مكان بعيد، وكانت اعيننا نحن الصغار تتسلق راكبي العربات الخصوصية وهي تزفر.. أف . هرعنا بأكملنا إلى الطريق، أسرة دغدغ الفرح مصارينها، فضحكت عدواً، وطوال يوم كامل، أقمنا في العربة لا نبرح مقاعدها، طفنا بها المدينة، صفرنا من النوافذ، وتعمدنا حين تبطئ في إبطاء المرور أن نصرخ ونمد ألسنتنا حتى يحقد الراجلون علينا، وقد ضلت تلك العربة المسماة محلياً (الضفدعة) في خدمتنا سنين طويلة، تنعم بالطلاء، والتشحيم وتغيير الفرش، والغسيل اليومي، وننعم بنقلها الرشيق الممتع، ورذاذ الوجاهة التي تنثره علينا كبيت من الطبقة المتوسطة. وعندما بيعت بستمائة وخمسين جنيهاً، أي برغيف ونصف هذه الأيام.
لم نبك لأننا كنا قد كبرنا.

"

أمير تاج السر - اقتباس من رواية (مرايا ساحلية .. سيرة مبكرة)


-------
لقراءة فصل من الرواية:
http://www.sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=8&msg=1084951687&func=next