01‏/01‏/2013

هذا وطني .. فأين وطنك!

  وطني .. ياوطني الجميل


 

 

 أنّي أملك وطناً من كلام وحروف .. من حفنة حكايا وأخبار ومن خوالد حكم وأسفار .. من رؤى كتب ومجلّات ومن شطور قصائد وأبيات .. من شوارد الطرائف والملح ومن تجارب حياةٍ تخللها الترح والفرح.. أحبّ وطني جداً ولا يمكنك أيها الغريب أن تحرمني إياه فحياتي مرهونة به وهو أيضاً مرهون بحياتي!!

 لاتفزعوا من عشقي لوطني .. فلست وحدي فقط من أملك وطناً! كلّنا حاكمٌ لوطنه، منذ ظهرنا على هذه البسيطة ونحن نحمل بأيدينا وطناً قُدّرنا أن نحميه وأن ننمّيه ونرعاه مادام يسكن فينا ونسكن فيه، نختلف بمقدار عطائنا له فيختلف بمقدار مايعطينا، نقلل من الاستيراد فيقلل من التصدير، نُكثر في الأخذ فيجازينا الإكثار في العطاء، تنشأ حروب بيننا وبين الأوطان الأخرى وتتوتّر العلاقات، بعضها تُقطع وبعضها مازال في حصار إلا ماتتطلبه الرسميّات، تنشأ علاقات جديدة بحسب مايحمل الوطن من ثروات وموارد. 

 

لا أتكلم عن هذه الحدود الجغرافية التي تحيط بنا ونوّفر لقمة العيش منها -إن استطعنا- ! هذه الحدود التي نختلف في مقدار عيشها الحقيقي فينا..لا لا .. إنما وطني ووطنك هو تراكم المعارف والتجارب والقراءات الحياتية خلال هذه السنين التي عشناها ولا زلنا.. إن لم تحبّ وطنك كما ينبغي وتسعى لنهضته فكيف ستواكب الأوطان الأخرى وتتعامل معها!

نعم هذا هو وطني الذي أقصد من هذه المدوّنة أن تعلن عن حضوره في المجتمعات الوطنية الأخرى مشاركاً .. سيكون تارةً أدبياً وتارةً مفكّراً وتارة ساخراً وتارة متجولاً بين نفائس الكتب،لا أعدكم بشيء عظيم فقد تعلمت من وطني الجغرافيّ أن الوعود الكثيرة لاتنتهي إلا بالإنجازات القليلة ..

 

 

إبراهيم