28‏/08‏/2013

سحيم عبد بني الحسحاس وملحمة غازي



هنا يتجلّى غازي بشِعره.

سحيم..العبد العاشق الحرّ في شعره
إذا كُنتُ عبداً فنفسي حُرّةٌ كرماً ...أو أسودُ اللّونِ إني أبيضُ الخُلُقِ

يحكي غازي قصة سحيم على أنها تجربة مؤلمة لشاعر كان يتغزّل صريحاً بنساء عشيرته بينما منزلته فيها كانت أنه عبد من العبيد، وهذا ما جعلهم لفعلته يحرقونه بالنار!
يصوغ الحكاية القصيبي على أنها محاورة بين سحيم وبين محبّيه الذين يريدونه أن يأتي بأي عذر كي لا يُحرقونه بالنار، لكنه يأبى

مايعجبني في القصيدة انها جعلت سحيم العبد الأسود معشوقاً من قبل النساء. الغراب الوسيم على قول سميّة:
"
كانت سميّة أول بنت تحب الغراب
وأوّل بنتٍ تقول : غرابٌ وسيمٌ وسيم
وساعتها صرت أبها الرجال
وما زلت أبهى الرجال
وأجمل من هؤلاءِ
شديدي البياض
شديدي الأنوثة رغم اللحى والشوارب
أجمل من هؤلاء الرجال / النساء

أنا عبد سمّية
عبدالجميلات
عبدٌ وحرّ"

ويأتي بعدها في حوار مع أمه ترتجيه باسمها وباسم أبيه الذي لم يره أن يزعم أن قصائده ليست له، وأن الذي كان لم يكن

"وهم يحسبون الجميلات ينفرن مني
لأنيَ عبدٌ. غرابٌ شديد السواد.
ولا يعرفن دهاء السوادِ الذي يتحوّلُ
عند لقاء الجميلات حبلاً. يشدّ الجميلات نحوي.
ولا أستطيع فكاكاً.
أنا العبد -ياأمّ!- عبدُ الجميلات
كيف أدوس الولاء؟
وأزعم أن الذي كان. ماكان؟
كيف أخون القصائد. سطّرتها بدموعي في الرملِ.
سطّرتها بالأظافر في النخلِ؟"


ويذهب بعدها في حوارٍ طويل ممتع ممتع مع أسماء

" أسماءُ!
أسماءُ!
أعشقُ - أسماءُ!- إسمكِ؟
إسمُكِ أوسمُ إسمٍ.
توسّمتُ في سمْتهِ سِمةَ المسِّ والماسِ
والميْس والوسمِ
قالت تضاحكُ:
مالك تهذي!
وماكنتُ أهذي
أقلّبُ -أسماءُ!- إسمكِ. بين شفاهي
فيُصبح ماءَ. ويصبح أماً. ويُصبح سماً.
ويمسي مساءً. ويغدو سماءْ
وتضحك أسماء:
مازلت تهذي!
وما كنتً أهذي.
أًداعب -أسماءُ!- إسمكِ. أحذف منه
أُضيف إليهِ.
أأسماءُ من يعرف الإسمَ. يمتلكُ
الجسم بالسحْر. أني سحرتك!
تضحك أسماء. تضحك تضحك تضحك ثم تقول:
صدقت! أحسّ بأني مسحورة بك.
مأخوذة بك. كيف تمكنت من خطف قلبي.
الذي ماتنفّس قبلك!؟ كيف تمكنت؟!"

ومن ثمّ يمرّ على عميرة وأبيه وهند وميّ وبثينة. حتى جاءت اللحظة وأخذته القبيلة لترميه في النار يقول مرتجياً ربه:
" ياربّ
أسلمت وجهي إليكَ
وفوّضت أمري إليكَ
وألجأت ظهري إليكَ
وهل ملجأ منك إلا إليك؟
ويا ربُّ !
تعرف أني عصيت كثيراً
وتُبتُ كثيراً
وعدت كثيراً
وياربُّ !
هذي جهنّم قبل جهنّم!
هم يحرقُونيَ بالنارِ.
ما كان للعبدِ أن يَحرق العبدَ بالنّار
والعبد -ياربُّ- عبدُك"

هي تجربة انسانية مؤلمة أخرجها القصيبي في مطوّلة شعرية جميلة

------------

لتحميل الكتاب الكترونيا: http://www.4shared.com/office/E5TChnwiba/_-__.html